حدائق بابل المعلقة تلك الجنائن المذهلة التي سلبت العقول بشدة جمالها منذ لحظة بنائها في العالم القديم، والتي أثارت جدلًا واسعًا حول حقيقة وجودها من عدمه في هذا العالم الفسيح، فقد قرأنا في بطون الكتب الكثير من المعلومات عنها، إلا أن الكثير ما زال يتخبّط بين حقيقتها وخرافتها.
جنائن حدائق بابل المعلقة أعجوبة من عجائب الدنيا السبع التي استحقت بجدارة هذا اللقب، إذ توصف بأنها كنز زاخر بالتفاصيل والموروثات من وحي الحضارة البابلية التي قامت في العراق، وتحديدًا منذ لحظة صدور الأمر ببنائها من قِبل الملك البابلي نبوخذ نصّر.
جنائن بابل المعلقة حقًا تستحق الوقوف عليها والتعرف على تاريخها، ومن بناها، وموقعها، والتعرف على أهم المعلومات ذات العلاقة التي يتعطش القارئ لمعرفتها حولها.
حدائق بابل المعلقة
جاءت هذه الجنائن المذهلة حدائق بابل المعلقة لتثير موجة جدل وإعجاب بين علماء التاريخ، فقد اختلفت المعلومات حول اعتبارها مجرّد خرافة مستوحاة من بطون الأساطير أو حقيقة وجدت فعليًا في قلبِ بابل، في الحقيقة إن المعلومات التاريخية تشير إلى أن هناك الكثير من الحفريات والآثار التي تؤكد على أن حدائق بابل حقيقة تتخذ موقعًا في نينوى والبعض الآخر في مدينة بابل؛ إلا أن الإجماع أنها في العراق.
ما يثير الاهتمام بهذه الحدائق أن الوصف الدقيق الوارد في النصوص الرومانية واليونانية يسرق الأنظار إليها؛ فقد قيل بأنها أعجوبة زاخرة بالنباتات والأزهار المترامية الأطراف والتي تتدلى على هيئةِ شلالٍ له ارتفاع لا يقل عن 22 متر، ويحيط بها العديد من التماثيل والأعمدة المزخرفة على نمط الهندسة البابلية.
حدائق بابل المعلقة من بناها
الكثير من التساؤلات حول حدائق بابل المعلقة من بناها! في الحقيقة إنه الملك البابلي نبوخذ نصّر الثاني إرضاءًا لزوجته الملكة أميتيس؛ وقد جاء ذلك رغبةً منها بتحويل بابل من أرض جدباء جافة إلى خضراء كما هو تمامًا في موطنها، وقد تمكنت حقًا من تحقيق هذا الحلم.
فقد جاءت الفكرة في تشييد أعمدة حجرية مجوّفة مملوءة بالتراب المناسب لنمو مختلف أنواع النباتات، وتسقى بالماء باستخدام مضخاتٍ متسلسلة مع إحاطتها ببلاط حجري وأعمدة مغطاة بالرصاص، ولا يخلو الأمر من وجود نوافير توزع الماء على المزروعات وتضاعف البرودة؛ ما يقلل من ارتفاع درجات الحرارة.
بالنسبةِ لباني جنائن بابل المعلقة فإنه الملك نبوخذ نصر الثاني الذي كان يبسط حكمه على البلاد في القرن السادس قبل الميلاد، حيث كان يتخذ من بابل التي تبعد عن العاصمة العراقية بغداد 80 كيلو جنوبًا، وقد كانت حينها عاصمة الإمبراطورية الحديثة.
قد يهمك أيضًا: القنصلية العراقية في فرانكفورت: عنوانها ومواعيد عملها وأهم خدماتها
حدائق بابل المعلقة الحقيقية
هناك الكثير من الأبحاث والدراسات التي تسلط الضوء فيما إذا كانت حدائق بابل المعلقة حقيقية أم لا، إلا أن معظم الدلائل تؤكد أنها فعلًا كانت موجودة، وبدلالةِ الوصف الدقيق للعمران والبناء كاملًا، لكن من المؤسف أن مدينة بابل أساسًا قد تعرضّت للكثير من ويلات الزمان من الحروب والصراعات الداخلية والخارجية التي أدت إلى اندثار المدينة ككّل قبل دخول المسلمين إليها عام 650 م.
في أحدث الاقتراحات والدراسات عام 2013م فإن إحدى الباحثات في جامعة أكسفورد ستيفاني دالي قد أشارت إلى أن هذه الخدائق موجودة فعلًا في قلبِ مدينة نينوى الأشورية، إلا أن ما واجهته بابل ونينوى من حروب ونهبٍ ودمار على مر العقود الماضية قد أدى لاندثارها، ما ساهم بتعزيز جعلها لغز.
حدائق بابل المعلقة حاليا
حسب المعلومات المتداولة فإن حدائق بابل المعلقة حاليًا ليس لها أثر تقريبًا، إلا أنه في تحديد موقعها يمكن وصفه بأنه على بعد 100 كم جنوبًا من العاصمةِ بغداد تحديدًا على مقربةٍ من مدينة الحلة، وتشرف بدورها على نهر الفرات ما جعل المشروع ناجحًا في البقاء خضراء طوال فترة حكم نبوخذ نصر.
قد يهمك أيضًا: إليك خدمات السفارة العراقية في استراليا وموقعها وشهادة الحياة 2024
معلومات حول حدائق بابل المعلقة
تعتبر حدائق بابل المعلقة عجائب الدنيا السبع التي استحقت اللقب بجدارة، وذلك لما تمتاز به من وصف وخضرة وجمال مذهل، وتاليًا أهم المعلومات التي نود مشاركتها معكم:
- تعتبر جنائن بابل المعلقة التجربة الأولى التي نجحت فعلًا في تطبيق الزراعة العمودية في التاريخ.
- أقيمت الحدائق في موقع قصر سنحاريب الكائن في نينوى، ويقال بأنه لا يضاهيه قصر، لذلك كانت أعجوبة حقًا نظرًا لطريقة زراعة الأشجار.
- تمتاز هذه الحدائق بأنها مليئة بالأسوار ومبنى المسلة المذهل المنسوب أساسًا في فكرته إلى سميراميس الملكة.
- الفضل في بناء حدائق بابل المعلقة يعود إلى الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني الذي كان يحكم البلاد خلال الفترة بين 562-605 ق.م.
- تتجاوز مساحة جنائن بابل المعلقة 114400 متر مربع، وتتخذ هيئة تل له عد طبقات ومستويات حتى شبهت في نهاية المطاف بالمسارح اليونانية.
- تصل سماكة جدران الحدائق إلى 22 قدم تقريبًا، وعرض الممر الواحد 10 أقدام.
- استحقت حدائق بابل المعلقة أن تكون أعجوبة من عجائب الدنيا السبع القديمة نظرًا لمنظومة الري والزراعة التي عجز التاريخ عن الإتيان بمثلها.
ختامًا، فقد وقفنا على معلومات قيمة حول حدائق بابل المعلقة التي حيرّت العلماء بين حقيقتها وخرافتها، إلا أن الغالبية العظمى من الدلائل والدراسات تؤكد أنها حقيقة، ويعود بناؤها إلى عهد الملك نبوخذ نصّر في بابل.
يمكنك مشاركة المعلومات حول جنائن بابل المعلقة مع الأصدقاء لتعم الفائدة، ولنشر أهم سطور تاريخ عراقنا الأصيل وما يحتضنه منذ الأزل من معالم تاريخية مهمة.